يمنات
قبل حتى تطورات اليومين الماضيين في عدن؛ اندهشتُ وأنا أقرأ للإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد يقول، جاداً لا ساخراً: إن “النصر الذي حققته السعودية والإمارات” في عدن هو “أول نصر مؤزر يحققه العرب منذ رحيل الاستعمار”!!!
طرد بضع مئات من المسلحين من أربعة أحياء في عدن (ولو حتى من كامل عدن)..
وبعد أربعة أشهر من المعارك..
وبتحالف من عشر دول..
وبخبرات لوجستية وتقنية أمريكية وبريطانية وفرنسية..
وبواحدة من أحدث وأقوى ترسانات الأسلحة في العالم..
وبتفوق جوي مطلق..
ويقول لك “نصر مؤزر” و “أول نصر مؤزر” للعرب..!!!!
ونصر مؤزر ل”العرب” على من؟؟
على بلدٍ عربي.. أو حتى على جماعة عربية في بلدٍ عربي!!!!
::::::::::::::::::::
ثم أي “نصرٍ” هذا الذي يؤسس لتقسيم بلد عربي إلى ثلاثة بلدان بثلاث عواصم وثلاث سلطات هشة: صنعاء للحوثيين، وعدن لهادي، وحضرموت للقاعدة؟!!!
لن تستطيع السعودية، في أقصى ماتستطيعه، تجاوز “تعز” إن تمكنت من الوصول لتعز..وباحتمالاتٍ ضئيلة جدا..
ولأن العبرة بالنهايات دوما، فلن يتحدث العالم إلا عن نجاح الحرب السعودية في شرذمة اليمن وإعادتها إلى ثلاث يمنات بدلا حتى من اثنتين (لن يشير أحد إلى الأطراف الداخلية كالحوثيين وصالح او “المقاومة” ولاحتى “هادي” كسبب لذلك، فالتدخل السعودي هو العنوان العريض الذي ستختفي تحته كل عناوين تفصيلية، سواء لدى المؤرخ أو لدى العالم المعاصر للعدوان).
:::::::::::::::::
بالعودة إلى “النصر المؤزر”؛ لا تستبعدوا أن يقولوا لنا غداً: إن الانتصار في “مثلث العند” يعوض “العرب” عن هزائمهم المتلاحقة منذ سقوط الأندلس!!!
قلة الإلف حنبة صدق
من حائط الكاتب على الفيسبوك